الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (9)

وفسر سجيناً بكتاب مرقوم ؛ فكأنه قيل : إن كتابهم في كتاب مرقوم . فما معناه : قلت { سِجِّينٍ } كتاب جامع هو ديوان الشر : دوّن الله فيه أعمال الشياطين وأعمال الكفرة والفسقة من الجن والإنس ، وهو كتاب مرقوم مسطور بين الكتابة . أو معلم يعلم من رآه أنه لا خير فيه فالمعنى أن ما كتب من أعمال الفجار مثبت في ذلك الديوان ، وسمى سجيناً : فعيلاً من السجن ، وهو الحبس والتضييق . لأنه سبب الحبس والتضييق في جهنم ، أو لأنه مطروح كما روي تحت الأرض السابعة في مكان وحش مظلم ، وهو مسكن إبليس وذرّيته استهانة به وإذالة ، وليشهده الشياطين المدحورون ، كما يشهد ديوان الخير الملائكة المقرّبون .

فإن قلت : فما سجين ، أصفة هو أم اسم ؟ قلت : بل هو اسم علم منقول من وصف كحاتم . وهو منصرف لأنه ليس فيه إلا سبب واحد وهو التعريف .