تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (9)

الآية 9 : وقوله تعالى : { كتاب مرقوم } أي الكتاب الذي في السجين مرقوم . والمرقوم : قالوا : مكتوب ومثبت ، والرقم هو الإعلام يقال ، رقم الثوب إذا علمه . فجائز أن يكون علمه ، هو أن يختم ، فيكون فيه إخبار أنه لا يزاد على قدر ما عمل ، ولا ينقص منه{[23289]} ، وهو كما ذكرنا من الفائدة في ما وصف جبرائيل عليه السلام ، بالقوة والأمانة بقوله : { ذي قوة عند ذي العرش مكين } { مطاع ثم أمين } [ التكوير : 20 و21 ] فوصفه بالأمانة ليؤمن الخلق عن خيانته في الكتاب وتغييره ، ووصفه بالقوة ليعلم أن غيره لا يتهيأ له أن ينتزع منه ما أرسل على يده ، ويغيره . فكذلك وصفه بالختم والإعلام ليؤمن من الزيادة والنقصان .


[23289]:في الأصل وم: منها.