مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

ثم قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } وفيه مسائل :

الأولى : على قولنا : إليه المنتهى المراد منه إثبات الوحدانية ، هذه الآيات مثبتات لمسائل يتوقف عليها الإسلام من جملتها قدرة الله تعالى ، فإن من الفلاسفة من يعترف بأن الله المنتهى وأنه واحد لكن يقول : هو موجب لا قادر ، فقال تعالى : هو أوجد ضدين الضحك والبكاء في محل واحد والموت والحياة والذكورة والأنوثة في مادة واحدة ، وإن ذلك لا يكون إلا من قادر واعترف به كل عاقل ، وعلى قولنا : إن قوله تعالى : { وأن إلى ربك المنتهى } بيان المعاد فهو إشارة إلى بيان أمره فهو كما يكون في بعضها ضاحكا فرحا وفي بعضها باكيا محزونا كذلك يفعل به في الآخرة .

المسألة الثانية : { أضحك وأبكى } لا مفعول لهما في هذا الموضع لأنهما مسوقتان لقدرة الله لا لبيان المقدور ، فلا حاجة إلى المفعول . يقول القائل : فلأن بيده الأخذ والعطاء يعطي ويمنع ولا يريد ممنوعا ومعطى .

المسألة الثالثة : اختار هذين الوصفين للذكر والأنثى لأنهما أمران لا يعللان فلا يقدر أحد من الطبيعيين أن يبدي في اختصاص الإنسان بالضحك والبكاء وجها وسببا ، وإذا لم يعلل بأمر ولا بد له من موجد فهو الله تعالى ، بخلاف الصحة والسقم فإنهم يقولون : سببهما اختلال المزاج وخروجه عن الاعتدال ، ويدلك على هذا أنهم إذا ذكروا في الضحك أمرا له الضحك قالوا : قوة التعجب وهو في غاية البطلان لأن الإنسان ربما يبهت عند رؤية الأمور العجيبة ولا يضحك ، وقيل : قوة الفرح ، وليس كذلك لأن الإنسان يفرح كثيرا ولا يضحك ، والحزين الذي عند غاية الحزن يضحكه المضحك ، وكذلك الأمر في البكاء ، وإن قيل لأكثرهم علما بالأمور التي يدعيها الطبيعيون إن خروج الدمع من العين عند أمور مخصوصة لماذا ؟ لا يقدر على تعليل صحيح ، وعند الخواص كالتي في المغناطيس وغيرها ينقطع الطبيعي ، كما أن عند أوضاع الكواكب ينقطع هو والمهندس الذي لا يفوض أمره إلى قدرة الله تعالى وإرادته .

 
المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

43- وأنه هو - وحده - بسط أسارير الوجوه وقبضها ، وخلق أسباب البسط والقبض .

   
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

قوله جلّ ذكره : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } .

أراد به الضحك والبكاء المتعارَف عليهما بين الناس ؛ فهو الذي يُجْريه ويَخْلُقُه .

ويقال : أضحك الأرضَ بالنباتِ ، وأبكى السماءَ بالمطرِ .

ويقال : أضحكَ أهلَ الجنة بالجنة ، وأبكى أهل النار بالنار .

ويقال : أضحك المؤمنَ في الآخرة وأبكاه في الدنيا ، وأضحك الكافرَ في الدنيا وأبكاه في الآخرة .

ويقال : أضحكهم في الظاهر ، وأبكاهم بقلوبهم .

ويقال : أضحك المؤمنَ في الآخرة بغفرانه ، وأبكى الكافرَ بهوانه .

ويقال : أضحك قلوبَ العارِفِين بالرضا ، وأبكى عيونهم بخوف الفراق .

ويقال : أضحكهم برحمته ، وأبكى الأعداءَ بسخطه .

   
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

إن الله تعالى وحده خلَقَ ما يسرُّ وما يُحزِن ، فأضحك وأبكى ، وذلك بأن أنشأ للإنسان دواعي الضحك ودواعي البكاء . وقد يضحك غداً مما أبكاه اليوم ، ويبكي اليوم مما أضحكه بالأمس في غير جنون ولا ذهول ، إنما هي الحالاتُ النفسية المتقلبة بيدِ مقلِّب القلوب .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

شرح الكلمات :

{ وأنه أضحك وأبكى } : أي أفرح من شاء فأضحكه ، وأحزن من شاء فأبكاه .

المعنى :

* وأنه هو أضحك وأبكى أي أفرح من شاء وأحزن فضحك الفرح وبكى الحزن . أضحك أهل الجنة وأبكى أهل النار . زيادة على من أفرح في الدنيا ومن أحزن .

/ذ54

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

{ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } أي : هو الذي أوجد أسباب الضحك والبكاء ، وهو الخير والشر ، والفرح والسرور والهم [ والحزن ] ، وهو سبحانه له الحكمة البالغة في ذلك ،