فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

عن " أبي بن كعب في هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا فكرة في الرب " { وأنه هو أضحك وأبكى } أي هو الخالق لذلك ، والقاضي بسببه : قال الحسن والكلبي : أضحك أهل الجنة في الجنة ، وأبكى أهل النار في النار ، وقال الضحاك : أضحك الأرض بالنبات ، وأبكى السماء بالمطر ، وقيل أضحك من شاء في الدنيا بأن سره ، وأبكى من شاء بأن غمه . وهذا على أن كلا من الفعلين حذف مفعوله ، وقال سهل بن عبد الله : أضحك المطيعين بالرحمة ، وأبكى العاصين بالسخط ، وقيل : أضحك المؤمنين في العقبى بالمواهب ، وأبكاهم في الدنيا بالنوائب ، وقيل : خلق الفرح والحزن ، وقيل : إن الفعلين من الأفعال اللازمة كقوله : الله يحيي ويميت ، وهذا يدل على أن ما يعمل الإنسان فبقضائه وخلقه ، حتى الضحك والبكاء .