الآية 43 وقوله تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } بيّن الله ، جلّ ، وعلا ، قدرته وسلطانه في إنشاء أنفسهم وأحوالهم وأفعالهم .
أما بيان قدرته في أنفسهم فحين قال : { هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجِنة في بطون أمهاتكم } [ الآية : 32 ] .
وأما بيان قدرته في أحوالهم فما ذكر من قوله تعالى : { وأنه هو أغنى وأقنى } [ الآية : 48 ] { وأنه هو أمات وأحيا } [ الآية : 44 ] .
وأما في أفعالهم فقوله : { وأنه هو أضحك وأبكى } .
يذكر قدرته وسلطانه بما ذكر ليعلموا أنه لا يُعجزه شيء .
ثم قوله عز وجل : { وأنه هو أضحك وأبكى } يخرّج على وجهين :
أحدهما : على الكناية والاستعارة ؛ جعل الضحك كناية عن السرور ، والبكاء كناية عن الحُزن . وكذا العُرف في الناس أنه إذا اشتدّ بهم السرور ضحكوا ، وإذا اشتد بهم الحزن بكوا .
والثاني : على حقيقة الضحك والبكاء ، فهو على وجهين :
أحدهما : أي أنشأهم بحيث يضحكون ، ويبكون .
والثاني : يخلُق منهم فعل الضحك والبكاء ؛ فهو أشبه التأويلين عندنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.