المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ} (43)

وذكر الضحك والبكاء لأنهما صفتان تجمعان أصنافاً كثيرة من الناس ، إذ الواحدة دليل السرور ، والأخرى دليل الحزن في الدنيا والآخرة ، فنبه تعالى على هاتين الخاصتين اللتين هما للإنسان وحده ، وقال مجاهد المعنى : { أضحك } الله أهل الجنة { وأبكى } أهل النار{[10729]} . وحكى الثعلبي في هذا أقوالاً استعارية كمن قال { أضحك } الأرض بالنبات ، { وأبكى } السماء بالمطر ، ونحوه : و { أمات وأحيا } .


[10729]:أخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون، فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا، فنزل عليه جبريل فقال: إن الله هو أضحك وأبكى، فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل فقال: ائت هؤلاء فقل لهم: عن الله أضحك وأبكى."الدر المنثور".