روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (59)

{ إِنَّ الساعة لاَتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } أي في مجيئها أي لا بد من مجيئها ولا محالة لوضوح الدلالة على جوازها وإجماع الأنبياء على الوعد الصادق بوقوعها . ويجوز أن يكون المعنى أنها آتية وأنها ليست محلاً للريب أي لوضوح الدلالة إلى آخر ما مر ، والفرق أن متعلق الريب على الأول المجيء وعلى هذا الساعة والحمل عليه أولى .

{ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ } لا يصدقون بها لقصور نظرهم على ما يدركونه بالحواس الظاهرة واستيلاء الأوهام على عقولهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (59)

قوله : { إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا } ذلك إعلان رباني مجلجل يبين الله فيه حقيقة مزلزلة كبرى ، وهي قيام الساعة وفناء العالمين . وذلك حدث شامل مذهل ، وانقلاب كوني رعيب يأتي على الوجود كله فيحيله إلى يباب صفصف . وهذه حقيقة مسطورة كبرى ، وخَطْبٌ جلل رهيب يشهد الله أنه واقع لا محالة { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } أكثر الناس تائهون سادرون في الضلالة ؛ فقد غشيتهم الغفلة وأذهلهم النسيان وأعمتهم الحياة الدنيا بزخرفها وزينتها ، وأضلهم الشيطان بتزيينه وإغوائه . وهو قوله : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } {[4029]} .


[4029]:تفسير النسفي ج 4 ص 82، وروح المعاني ج 24 ص 80