روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

وقوله تعالى : { فسلام لَّكَ مِنْ أصحاب اليمين } قيل : هو على تقدير القول أي فيقال لذلك المتوفى منهم سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين أي يسلمون عليك كقوله تعالى : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سلاما سلاما } [ الواقعة : 25 ، 26 ] فالخطاب لصاحب اليمين ولا التفات فيه مع تقدير القول ، و { مِنْ } للابتداء كما تقول سلام من فلان على فلان وسلام لفلان منه .

وقال الطبري : معناه فسلام لك أنت من أصحاب اليمين ، فمن أصحاب اليمين خبر مبتدأ محذوف والكلام بتقدير القول أيضاً ، وكأن هذا التفسير مأخوذ من كلام ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .

أخرج ابن جرير . وابن المنذر عنه أنه قال في ذلك : تأتيه الملائكة من قبل الله تعالى تسلم عليه وتخبره أنه من أصحاب اليمين ، والظاهر أن هذا على هذا المعنى عند الموت ، وأنه على المعنى السابق في الجنة .

وجوز أن يكون المعنى فسلامة لك عما يشغل القلب من جهتهم فإنهم في خير أي كن فارغ البال عنهم لا يهمك أمرهم ، وهذا كما تقول لمن علق قلبه بولده الغائب وتشوش فكره لا يدري ما حاله كن فارغ البال من ولدك فإنه في راحة ودعة ، والخطاب لمن يصلح له أو لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم ، وعليه قيل : يجوز أن يكون ذلك تسلية له عليه الصلاة والسلام على معنى أنهم غير محتاجين إلى شفاعة وغيرها ، ولا يخفى أن كون جميع أصحاب اليمين غير محتاجين إلى ما ذكر غير مسلم فالشفاعة لأهل الكبائر أمر ثابت عند أهل السنة ولا جائز أن يكونوا من أصحاب الشمال فصرائح الآيات أنهم كفار { مَا للظالمين مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } [ غافر : 18 ] وكونهم من أصحاب اليمين أقرب من كونهم من السابقين وجعلهم قسماً على حدة قد علمت حاله فتذكر فما في العهد من قدم .

وذكر بعض الأجلة أن هذه الجملة كلام يفيد عظمة حالهم كما يقال فلان ناهيك به وحسبك أنه فلان إشارة إلى أنه ممدوح فوق حد التفصيل ، وكأني بك تختار ذلك فإنه حسن لطيف .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

فيقال له : سلامة لك وأمن ؛ لكونك من أصحاب اليمين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

قوله : { فسلام لك من أصحاب اليمين } أي سلام لك فإنك ناج وأنت من أصحاب اليمين . يعني تسلم عليه الملائكة وتبشره بأنه من أصحاب اليمين .

على أنه لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار . فإذا أيقن أنه من أهل الجنة زهد في الدنيا وأحب الرحيل عنها للقاء الله ، وإذا أيقن أنه من أهل النار كره مفارقة الدنيا وأحب أن لا يبرحها البتة . وفي ذلك روى الإمام أحمد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة فسمعته يقول : حدثني فلان ابن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " قال : فأكبّ القوم يبكون ، فقال : ما يبكيكم ؟ فقالوا : إنا نكره الموت ، قال : ليس ذاك ولكنه إذا احتضر { فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم } فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب { وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم } فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله تعالى للقائه أكره .