{ ءأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا } التي منها الزناد وهي المرخ والعفار ، وقيل : المراد بالشجرة نفس النار كأنه قيل : نوعها أو جنسها فاستعير الشجرة لذلك وهو قول متكلف بلا حاجة .
{ أَمْ نَحْنُ المنشئون } لها بقدرتنا والتعبير عن خلقها بالإنشاء المنبئ عن بديع الصنع المعرب عن كمال القدرة والحكمة لما فيه من الغرابة الفارقة بينها وبين سائر الأشجار التي لا تخلو عن النار حتى قيل في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار كما أن التعبير عن نفخ الروح بالإنشاء في قوله تعالى : { ثُمَّ أنشأناه خلقاً آخر } [ المؤمنون : 14 ] لذلك .
قوله : { أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون } أأنتم أودعتم هذه النار في مواضعها ، بل الله يفعل ذلك بما أودعه في صنفين من الشجر وهما المرخ والعفار . فإذا أخذ منهما غصنان أخضران فحك أحدهما بالآخر ظهر من بينهما شرر النار . وكذلك أودع الله هذه الخاصية في غير هاتين الشجرتين ، فقد أودعها في الأحجار والحديد ، حتى إذا تحاكت قطعتان منهما خرج من بينهما الشرر وأوقدت النار .
وهذه من جملة الخصائص الكثيرة التي جعلها الله من أجزاء الطبيعة ومنها خاصية الكهرباء التي تتولد من الأجسام بطرق معلومة لتتولد من ذلك طاقات هائلة يسخرها الإنسان المعاصر في غالب شؤون الحياة . إن ذلكم مما أودعه الله من خصائص كامنة في كثير من أجزاء الطبيعة . وهي خصائص لا تكون إلا بقدرة الله ومن خلقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.