نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِـُٔونَ} (72)

ولما كان هذا من عجائب الصنع ، كرر التقرير والإنكار تنبيهاً عليه فقال : { ءأنتم أنشأتم } أي اخترعتم وأوجدتم وأودعتم وأحييتم وربيتم وأوقعتم { شجرتها } أي المرخ والعفار التي تتخذون منها الزناد الذي يخرج منه ، وأسكنتموها النار مختلطة بالماء الذي هو ضدها وخبأتموها في تلك الشجرة لا يعدو واحد{[62209]} منها على الآخر مع المضادة فيغلبه حتى يمحقه ويعدمه { أم نحن } أي خاصة ، وأكد بقوله : { المنشئون * } أي لها بما لنا من العظمة على تلك{[62210]} الهيئة ، فمن قدر على إيجاد{[62211]} النار التي هي أيبس ما يكون من الشجر الأخضر مع ما فيه من المائية المضادة لها في كيفيتها ، كان أقدر على إعادة الطراوة والغضاضة في تراب الجسد الذي كان غضاً طرياً فيبس وبلي ، والآية من الاحتباك بمثل{[62212]} ما مضى في أخواتها سواء .


[62209]:من ظ، وفي الأصل: واحدا.
[62210]:- من ظ، وفي الأصل: ذلك.
[62211]:- زيد من ظ.
[62212]:- من ظ، في الأصل: مثل.