إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِـُٔونَ} (72)

{ أأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا } التي منها الزنادُ وهي المَرخُ والعَفارُ{[767]} { أَمْ نَحْنُ المنشئون } لها بقدرتنا والتعبيرُ عن خلقِها بالإنشاءِ المنبئ عن بديعِ الصنعِ والمعربِ عن كمالِ القدرةِ والحكمةِ لما فيه من الغرابةِ الفارقةِ بينها وبين سائرِ الشجر التي لا تخلُو عن النارِ حتى قيل : في كل شجرٍ نارٌ واستَمجد المرخَ والعَفار كما أن التعبيرَ عن نفخِ الروحِ بالإنشاءِ في قوله تعالى : { ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقَاً آخَر } [ سورة المؤمنون ، الآية 14 ] .


[767]:العفار والمرخ شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ويسوى من أغصانها الزناد فيقتدح بها وفي المثل أقدح بعفار أو مرخ ثم اشدد إن شئت أو أرخ.