روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ} (141)

{ فساهم } فقارع عليه السلام من في الفلك واستدل به من قال بمشروعية القرعة { فَكَانَ مِنَ المدحضين } فصار من المغلوبين بالقرعة ، وأصله المزلق اسم مفعول عن مقام الظفر .

يروى أنه وعد قومه العذاب وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث خرج يونس قبل أن يأذن الله تعالى له ففقده قومه فخرجوا بالكبير والصغير والدواب وفرقوا بين كل والدة وولدها فشارف نزول العذاب بهم فعجوا إلى الله تعالى وأنابوا واستقالوا فأقالهم الله تعالى وصرف عنهم العذاب فلما لم يريونس نزول العذاب استحى أن يرجع إليهم وقال : لا أرجع إليهم كذاباً أبداً ومضى على وجهه فأتى سفينة فركبها فلما وصلت اللجة وقفت فلم تسر فقال صاحبها . ما يمنعها أن تيسر إلا أن فيكم رجلاً مشؤوناً فاقترعوا ليلقوا من وقعت عليه القرعة في الماء فوقعت على يونس ثم أعادوا فوقعت عليه ثم أعادوا فوقعت عليه فلما رأى ذلك رمى بنفسه في الماء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ} (141)

فلما [ اقترعوا ] أصابت القرعة يونس { فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ } أي : المغلوبين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ} (141)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فقارعهم فكان من المقروعين المغلوبين.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَساهَمَ" يقول: فقارَعَ...

وقوله: "فَكانَ مِنَ المُدْحَضِينَ "يعني: فكان من المسهومين المغلوبين، يقال منه: أدحض الله حجة فلان فدحضت: أي أبطلها فبطلت، والدّحْض: أصله الزلق في الماء والطين.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: فكان من المغلوبين في القرعة والاستهام، أي خرجت القرعة عليه...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

المدحض: المغلوب المقروع، وحقيقته: المزلق عن مقام الظفر والغلبة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما آل وقوع القرعة عليه إلى رميه من السفينة من محل علو إلى أسفل، عبر عن ذلك بما يدل على الزلق الذي يكون من علو إلى سفل فقال مسبباً عن المساهمة: {فكان من المدحضين}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تفريع {فَسَاهَمَ} يؤذن بجمل محذوفة تقديرها: فهال البحر وخاف الراكبون الغرق فساهم... وسنُة الاقتراع في أسفار البحر كانت متَّبعة عند الأقدمين إذا ثقُلت السفينة بوفرة الراكبين أو كثرة المتاع... وكانت القرعة طريقاً من طرق القضاء عند التباس الحق أو عند استواء عدد في استحقاق شيء، وقد تقدم في سورة آل عمران (44) عند قوله: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} وهي طريقة إقناعية كان البشر يصيرون إليها لفصل التنازع؛ يزعمون أنها دالة على إرادة الله تعالى عند الأمم المتدينة، أو إرادة الأصنام عند الأمم التي تعبد الأصنام تمييزَ صاحب الحق عند التنازع؛ ولعلها من مخترعات الكهنة وسَدنة الأصنام، فلما شاعت في البشر أقرتها الشرائع لما فيها من قطع الخصام والقتال، ولكن الشرائع الحقَّ لما أقرتها اقتصدت في استعمالها بحيث لا يُصار إليها إلا عند التساوي في الحقّ وفقدانِ المرجِّح، الذي هو مؤثر في نوع ما يختلفون فيه، فهي من بقايا الأوهام. وقد اقتصرت الشريعة الإِسلامية في اعتبارها على أقل ما تعتبر فيه، مثل تعيين أحد الأقسام المتساوية لأحد المتقاسِمين إذ تشاحوا في أحدها.