الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ} (141)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فساهم فكان من المدحضين } قال : من المسهومين قال : اقترع فكان من المدحضين قال : من المسهومين .

وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه { فساهم فكان من المدحضين } قال : احتبست السفينة ، فعلم القوم أنها احتبست من حدث أحدثوه ، فتساهموا فقرع يونس عليه السلام ، فرمى بنفسه ، { فالتقمه الحوت وهو مليم } أي مسيء فيما صنع { فلولا أنه كان من المسبحين } قال : كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا ، وكان يقال في الحكمة . إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر ، وإذا ما صرع وجد متكأ { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } يقول : لصارت له قبر إلى يوم القيامة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه جلس هو وطاوس ونحوهم من أهل ذلك الزمان ، فذكروا أي أمر الله أسرع ؟ فقال بعضهم : قول الله تعالى { كلمح البصر } [ النحل : 77 ] وقال بعضهم : السرير حين أتى به سليمان . فقال ابن منبه : أسرع أمر الله أن يونس على حافة السفينة ، إذ أوحى الله تعالى إلى نون في نيل مصر ، فما خرَّ من حافتها إلا في جوفه .