جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ} (141)

وقوله : فَساهَمَ يقول : فقارَعَ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثنا معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فَساهَمَ يقول أقْرَعَ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدْحَضِينَ قال : فاحتبست السفينة ، فعلم القوم أنما احتبست من حدث أحدثوه ، فتساهموا ، فقُرِع يونس ، فرمى بنفسه ، فالتقمه الحوت .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : فَساهَمَ قال : قارع .

وقوله : فَكانَ مِنَ المُدْحَضِينَ يعني : فكان من المسهومين المغلوبين ، يقال منه : أدحض الله حجة فلان فدحضت : أي أبطلها فبطلت ، والدّحْض : أصله الزلق في الماء والطين ، وقد ذُكر عنهم : دَحَض الله حجته ، وهي قليلة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فَكانَ مِنَ المُدْحَضِينَ يقول : من المقروعين .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : مِنَ المُدْحَضِينَ قال : من المسهومين .

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : فَكان مِنَ المُدْحَضِينَ قال : من المقروعين .