روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نُزُلاً } قال الحسن : منا وقال بعضهم : ثواباً ، وتنوينه للتعظيم وكذا وصفه بقوله تعالى : { مّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } والمشهور أن النزل ما يهيأ للنزيل أي الضيف ليأكله حين نزوله وتحسن إرادته هنا على التشبيه لما في ذلك من الإشارة إلى عظم ما بعد من الكرامة ، وانتصابه على الحال من الضمير في الظرف الراجع إلى { مَا تَدَّعُونَ } [ فصلت : 31 ] لا من الضمير المحذوف الراجع إلى { مَا } لفساد المعنى لأن التمني والإدعاء ليس في حال كونه نزلاً بل ثبت لهم ذلك المدعي واستقر حال كونه نزلاً ، وجعله حالاً من المبتدأ نفسه لا يخفى حاله على ذي تمييز .

وقال ابن عطية : { نُزُلاً } نصب على المصدر ، والمحفوظ أن مصدر نزل نزول لا نزل ، وجعله بعضهم مصدراً لأنزل ، وقيل : هو جمع نازل كشارف وشرف فينتصب على الحال أيضاً أي نازلين ، وذو الحال على ما قال أبو حيان : الضمير المرفوع في { تَدْعُونَ } ولا يحسن تعلق { مّنْ غَفُورٍ } به على هذا القول فقيل : هو في موضع الحال من الضمير في الظرف فلا تغفل .

وقرأ أبو حيوة { نُزُلاً } بإسكان الزاي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } أي : هذا الثواب الجزيل ، والنعيم المقيم ، نُزُلٌ وضيافة { مِنْ غَفُورٍ } غفر لكم السيئات ، { رَحِيمٌ } حيث وفقكم لفعل الحسنات ، ثم قبلها منكم . فبمغفرته أزال عنكم المحذور ، وبرحمته ، أنالكم المطلوب .