اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

قوله : «نُزُلاً » فيه أوجه :

أحدها : أنه منصوب على الحال من الموصول ، أو من عائده ، والمراد بالنزل الرزق المعدّ للنازل كأنه قيل ولكم فيها الذي تدعونه حال كونه معدًّا .

الثاني{[48826]} : أنه حال من فاعل «تَدَّعُونَ » أو من الضمير في «لَكُمْ » على أن يكون نزلاً جمع نازل كصَابِر وصُبُرٍ وشَارِفٍ{[48827]} وشُرُفٍ .

والثالث : أنه مصدر مؤكد{[48828]} ، وفيه نظر ، لأن المصدر «نزل » النزول لا النزل . وقيل : هو مصدر أنزل{[48829]} .

قوله : { من غفور رحيم } يجوز أن يكون تعلقه بمحذوف على أنه{[48830]} صفة «لنزلاً » وأن يتعلق بتدعون{[48831]} أي تطلبونه من جهة غفور رحيم ، وأن يتعلق{[48832]} بما تعلق به الظرف في «لكم » من الاستقرار أي استقر لكم من جهة غفور رحيم ، وأن يتعلق بما تعلق به الظرف في «لكم » من الاستقرار أي استقر لكم من جهة غفورٍ رحيمٍ .

قال اأبو البقاء : فيكون حالاً من ما{[48833]} . قال شهاب الدين : وهذا البناء منه ليس بواضح بل هو متعلق بالاستقرار فَضلةً كسائر الفضلات ، وليس حالاً من «ما »{[48834]} .


[48826]:قال بالوجه الأول أبو البقاء في التبيان 1127 وبهذا الوجه ابن الأنباري وأبو البقاء أيضا ومكي في المشكل 2/272 وانظر البيان 2/340.
[48827]:هو المسن من الإبل اللسان شرف 2243.
[48828]:البيان المرجع السابق.
[48829]:حكاه أبو حيان ولم ينسبه البحر المحيط 7/497.
[48830]:البيان 2/340.
[48831]:التبيان 1127.
[48832]:التبيان 1127.
[48833]:التبيان 1127.
[48834]:الدر المصون: 4/733.