السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

وقوله تعالى : { نزلاً } حال مما تدعون أي : هذا كله يكون لكم نزلاً كما يقدم إلى الضيف عند قدومه إلى أن يهيأ له ما يضاف به ، وأما ما يعطون فهو مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

ولما كان من وحُوسب عُذِّب فلا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى ، أشار إلى ذلك بقوله تعالى : { من } أي : كائن ذلك النزل من { غفور } له صفة المحو للذنوب عيناً وأثراً على غاية لا يمكن وصفها { رحيم } أي : بالغ الرحمة وهو الله تعالى .