الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة ، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا : نسألك الرضا عنا قال : رضاي أَحَلَّكُمْ داري ، وأنَالَكُم كرامتي هذه وأيها تسألوني ؟ قالوا : نسألك الزيادة قال : فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر ، أزمتها زبرجد أخضر ، وياقوت أحمر فجاؤوا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها ، فأمر الله بأشجار عليها الثمار ، فتجيء حور من العين وهن يقلن : نحن الناعمات فلا نباس ، ونحن الخالدات فلا نموت ، أزواج قوم مؤمنين كرام ، ويأمر الله بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحاً يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة : يا ربنا قد جاء القوم فيقول : مرحباً بالصادقين فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إلى الله فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضاً . ثم يقول ارجعوهم إلى القصور بالتحف ، فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذلك قوله تعالى { نزلاً من غفور رحيم } » .

وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، مثله سواء .