{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } من القرى المهلكة { إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } قد أنذروا أهلها إلزاماً للحجة ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع خبراً مقدماً و { مُنذِرُونَ } مبتدأ ، والجملة في موضع الحال من { قَرْيَةٌ } قاله أبو حيان ثم قال : الأعراب أن يكون { لَهَا } في موضع الحال وارتفع { مُنذِرُونَ } بالجار والمجرور أي إلا كائناً لها منذرون فيكون من مجيء الحال مفرداً لا جملة ، ومجيء الحال من المنفي كقولك ما مررت بأحد إلا قائماً فصيح انتهى ، وفي الوجهين مجيء الحال من النكرة . وحسن ذلك على ما قيل عمومها لوقوعها في حيز النفي مع زيادة من قبلها ، وكأن هذا القائل جعل العموم مسوغاً لمجيء الحال قياساً على جعلهم إياه مسوغاً للابتداء بالنكرة لاشتراك العلة . وذهب الزمخشري إلى أن { لَهَا مُنذِرُونَ } جملة في موضع الصفة لقرية ولم يجوز أبو حيان كون الجملة الواقعة بعد إلا صفة ثم قال : مذهب الجمهور إنه لا تجيء الصفة بعد إلا معتمدة على أداة الاستثناء نحو ما جاءني أحد إلا راكب وإذا سمع خرج على البدل أي إلا رجل راكب . ويدل على صحة هذا المذهب أن العرب تقول : ما مررت بأحد إلا قائماً ولا يحفظ من كلامها ما مررت بأحد إلا قائم فلو كانت الجملة في موضع الصفة للنكرة لورد المفرد بعد إلا صفة لها فإن كانت الصفة غير معتمدة على الأداة جاءت الصفة بعد إلا نحو ما جاءني أحد إلا زيد خير من عمرو فإن التقدير ما جاءني أحد خير من عمرو إلا زيد انتهى فتذكر . وأياً ما كان فضمير { لَهَا } للقرية التي هي لما سمعت في معنى الجمع فكأنه قيل وما أهلكنا القرى إلا لها منذرون على معنى أن للكل منذرين أعم من أن يكون لكل قرية منها منذر واحد أو أكثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.