روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

{ قُلِ الله يُحْيِيكُمْ } ابتداءً { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم على ما دل عليه الحجج لا الدهر كما تزعمون { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إلى يَوْمِ القيامة } أي فيه وجوز كون الفعل مضمناً معنى مبعوثين أو منتهين ونحوه ومعنى في أظهر أي يجمعكم في يوم القيامة { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي في جمعكم فإن من قدر على البدء قدر على الإعادة والحكمة اقتضت الجمع للجزاء لا محالة في ذلك اليوم والوعد الصدق بالآيات دل على قرعها ، وحاصله أن البعث أمر ممكن أخبر به الصادق وتقتضيه الحكمة وكل ما هو كذلك لا محالة واقع والإتيان بالآباء حيث كان منافياً للحكمة التشريعية امتنع إيقاعه { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } استدراك من قوله تعالى : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } وهو من تمام الكلام المأمور به أو كلام مسوق من جهته تعالى تحقيقاً للحق وتنبيهاً على أن ارتيابهم لجهلهم وقصورهم في النظر والتفكر لا لأن فيه شائبة ريب ما .