فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يردّ عليهم ، فقال : { قُلِ الله يُحْيِيكُمْ } أي في الدنيا { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إلى يَوْمِ القيامة } بالبعث والنشور { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي في جمعكم ؛ لأن من قدر على ابتداء الخلق قدر على إعادته { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } بذلك ، فلهذا حصل معهم الشكّ في البعث ، وجاءوا في دفعه بما هو أوهن من بيت العنكبوت ، ولو نظروا حقّ النظر لحصلوا على العلم اليقين ، واندفع عنهم الرّيب وأراحوا أنفسهم من ورطة الشكّ والحيرة .

/خ26