إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

{ قُلِ الله يُحْيِيكُمْ } ابتداءً { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عندَ انقضاءِ آجالِكم لا كما تزعمونَ من أنَّكم تحيَونَ وتموتونَ بحُكمِ الدهرِ . { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ } بعدَ الموتِ { إلى يَوْمِ القيامة } للجزاءِ { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي في جمعِكم ، فإنَّ مَنْ قدرَ عَلَى البدءِ قدرَ على الإِعادةِ . والحكمةُ اقتضتْ الجمعَ للجزاءِ لا محالةَ ، والوعدُ المصدقُ بالآياتِ دلَّ على وقَوعِها حتماً ، والإتيانُ بآبائِهم حيثُ كانَ مُزاحماً للحكمةِ التشريعيةِ امتنعَ إيقاعُه { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } استدراك من قولِه تعالَى لا رَيْبَ فيه ، ِ وهُو إمَّا من تمامِ الكلامِ المأمورِ بهِ ، أو كلامٌ مسوقٌ من جهتِه تعالَى تحقيقاً للحقِّ وتنبيهاً على أنَّ ارتيابَهُم لجهلِهم وقُصُورِهم في النظرِ والتفكرِ لا لأنَّ فيه شائبةَ رَيْبٍ مَا .