فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم فقال :

{ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ } في الدنيا { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى } أي في { يَوْمِ الْقِيَامَةِ } بالبعث والنشور { لَا رَيْبَ فِيهِ } أي في جمعكم ؛ لأن من قدر على ابتداء الخلق قدر على إعادته ، وفي هذا رد لقولهم ، { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ } .

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } بذلك لإعراضهم عن التفكر بالدلائل ، فلهذا حصل معهم الشك في البعث وجاءوا في دفعه بما هو أوهن من بيت العنكبوت ، ولو نظروا حق النظر لحصلوا على العلم اليقين ، واندفع عنهم الريب ، وأراحوا أنفسهم من ورطة الشك والحيرة .