التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا} (107)

قوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ( 107 ) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ( 108 ) قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( 109 ) قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ( 110 ) } ذلك إخبار من الله ذي الفضل والرحموت عما أعده لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات . وذان شرطان أساسيان يكمل أحدهما الآخر ، وهما الإيمان وفعل الصالحات ؛ فالإيمان الصحيح أساس القبول ، وبه تتم الصالحات . ثم فعل الصالحات شرط ثان مكمل للإيمان . وهما باجتماعهما واتساقهما معا تتحقق الاستقامة ويرتجى القبول وحسن الجزاء في الدار الآخرة . أولئك المؤمنون الذين يعملون الصالحات جازاهم الله خير الجزاء ، وأعطاهم من عظيم الأجر ما لا تتخيله أذهان البشر . وتلك هي جنات الفردوس جعلها الله نزلا لعباده المؤمنين الصالحين والنزل بمعنى الضيافة والمستقر والفردوس لهو ذروة المراتب من درجات الجنة . وهو ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها . وفي الصحيحين ، " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ؛ فإنه أعلى الجنة ؛ وأوسط الجنة ، ومن تفجر أنهار الجنة " .