{ إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات } أي جمعوا بينهما حتى كانوا على ضد صفة من قبلهم { كانت لهم } فيما سبق من علم الله لأهل طاعته قاله ابن الأنباري { جنات الفردوس نزلا } قال المبرد :الفردوس فيما سمعت من كلام العرب الشجر الملتف والأغلب عليه العنب ، واختار الزجاج ما قاله مجاهد أن الفردوس البستان باللغة الرومية ، وقيل كل ما حوط فهو فردوس والجمع فراديس .
وحكى الزجاج : أنها الأودية التي تنبت ضروبا من النبت فقيل هو عربي وقيل أعجمي وقيل فارسي وقيل سرياني ، وقد تقدم بيان النزل ، والمعنى كانت لهم ثمار جنة الفردوس نزلا معدا لهم مبالغة في إكرامهم .
أخرج الطبراني والحاكم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش{[1142]} .
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمان ومنه تفجر أنهار الجنة{[1143]} .
وأخرج الترمذي وأحمد والحاكم والبيهقي وعبد بن حميد عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة مائة درجة كل درجة منها ما بين السماء والأرض ، الفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنه تفجر أنهار الجنة الأربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس{[1144]} .
وعن السدي هو الكرم بالنبطية ، وقال كعب : هي جنات الأعناب بالسريانية وعنه ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس فيها الآمرون بالمعرف والناهون عن المنكر .
وقال قتادة : الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأوسعها وأفضلها وأرفعها وقيل : هي الجنة الملتفة بالأشجار التي تنبت ضروبا من النبات ، والأحاديث بهذا المعنى كثيرة وقد أوضحنا ما جاء في الجنان كلها ونعيمها من الأحاديث والآثار في كتاب سميناه مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.