التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ذَٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَيۡكَ مِنَ ٱلۡأٓيَٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِيمِ} (58)

وقوله : ( ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ) ( ذلك ) اسم إشارة مبتدأ في محل رفع . وخبره الجملة الفعلية ( نتلوه ) ويراد باسم الإشارة هنا تلك الأنباء التي بينتها الآيات فيما يتعلق بعيسى وأمه مريم وزكريا وابنه يحيى ، وأخبار الحواريين واليهود ( نتلوه عليك ) أي نقرؤها عليك يا محمد ( من الآيات ) أي من العبر والحجج أو العلامات الدالة على نوبتك وصدق دعوتك .

قوله : ( والذكر الحكيم ) قيل : معناه القرآن فهو حكيم ؛ لأنه ينطق بالحكمة التي تفصل بين الحق والباطل وبين التوحيد والشرك . وقيل : المراد بالذكر الحكيم هنا غير القرآن وهو اللوح المحفوظ التي نقلت منه جميع الكتب المنزلة على الأنبياء الكرام{[480]} .


[480]:- تفسير الطبري جـ 3 ص 205 ، 206 وتفسير ابن كثير جـ 1 ص 366 وتفسير الرازي جـ 8 ص 72 -82.