التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (10)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم 10 تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 11 يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم 12 وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين } .

ذكر أن هذه الآية نزلت في عثمان بن مظعون . وذلك أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أذنت لي فطلقت خولة وترهّبت ، واختصيت وحرّمت اللحم ولا أنام بليل أبدا ولا أفطر بنهار أبدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من سنتي النكاح ، ولا رهبانية في الإسلام إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله ، وخصاء أمتي الصوم ، ولا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم . ومن سنتي أنام وأقوم ، وأفطر وأصوم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " فقال عثمان : والله لوددت يا نبي الله أي التجارات أحب إلى الله فأتّجر فيها : فنزلت ، الآية خطابا للمؤمنين { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم } فقد شبه الله الأعمال الصالحة التي تفضي إلى الخير والنجاء وحسن المصير – بالتجارة السليمة القويمة التي تفضي إلى البركة والربح الكبير . وقد فسر التجارة بقوله : { تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم } .