التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{أَفَرَءَيۡتَ إِن مَّتَّعۡنَٰهُمۡ سِنِينَ} (205)

ولما كان استعجالهم بالعذاب مقتضياً أنهم في مُهلة منه ومتعة بالسلامة وأن ذلك يغرهم بأنهم في منجاة من الوعيد الذي جاءهم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم جابههم بجملة : { أفرأيت إن متعناهم سنين } .

الاستفهام في { أفرأيت إن متعناهم } للتقرير . و { ما } في قوله : { ما أغنى عنهم } استفهامية وهو استفهام مستعمل في الإنكار ، أي لم يغن عنهم شيئاً . والرؤية في { أفرأيت } قلبية ، أي أفعلمت . والخطاب لغير معين يعمّ كل مخاطب حتى المجرمين .

وجملة : { إن متّعناهم سنين } معترضة وجواب الشرط محذوف دل عليه ما سدّ مسدّ مفعولي ( رأيت ) .