البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَفَرَءَيۡتَ إِن مَّتَّعۡنَٰهُمۡ سِنِينَ} (205)

{ أفرأيت إن متعناهم سنين } : خطاب للرسول عليه السلام بإقامة الحجة عليهم ، في أن مدة الإرجاء والإمهال والإملاء لا تغني إذا نزل العذاب بعدها .

وقال عكرمة : سنين ، عمر الدنيا . انتهى .

وتقرر في علم العربية أن أرأيت إذا كانت بمعنى أخبرني ، تعدت إلى مفعولين ، أحدهما منصوب والآخر جملة استفهامية .

في الغالب تقول العرب : أرأيت زيداً ما صنع ؟ وما جاء مما ظاهره خلاف ذلك أول ، وتقدم الكلام على ذلك مشبعاً في أوائل سورة الأنعام .

وتقول هنا مفعول أرأيت محذوف ، لأنه تنازع على ما يوعدون أرأيت وجاءهم ، فأعمل الثاني فهو مرفوع بجاءهم .

ويجوز أن يكون منصوباً بأرأيت على إعمال الأول ، وأضمر الفاعل في جاءهم .

والمفعول الثاني هو قوله : { ما أغنى عنهم } .