قوله : «أَفَرَأيْتَ » تقدم تحقيقه{[37978]} وقد تنازع «أَفَرَأَيْتَ »و «جَاءَهُمْ » في قوله : { مَا كَانُوا يُوعَدُونَ } فإن أعملت الثاني وهو «جَاءَهُمْ » رفعت به «مَا كَانُوا » فاعلاً به ، ومفعول «أَرَأَيْتَ »{[37978]} الأول ضميره ، ولكنه حذف ، والمفعول الثاني هو الجملة الاستفهامية في قوله{[2]} : { مَا أغنى عَنْهُمْ } ، ولا بدَّ من رابط بين هذه الجملة وبين المفعول الأول المحذوف ، وهو مقدر تقديره : أفرأيت ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم تمتُّعهم حين حلَّ ، أي : الموعود به ، ودلَّ على ذلك قوة الكلام .
وإن أعملت الأول نصبت به { مَا كَانُوا يُوعَدُونَ } وأضمرت في «جَاءَهُمْ » ضميره فاعلاً به ، والجملة الاستفهامية مفعول ثانٍ أيضاً ، والعائد مقدر على ما تقرر{[3]} في الوجه قبله{[4]} ، والشرط معترض ، وجوابه محذوف ، وهذا كله مفهوم مما تقدم في سورة الأنعام{[5]} وإنما ذكرناه هنا لأنه تقديرٌ ( عَسِرٌ يحتاج ){[6]} إلى تأمل . وهذا كله إنما يتأتى على قولنا : «مَا »{[7]} استفهامية ، ولا يضير تفسيرهم لها بالنفي{[8]} ، فإن الاستفهام قد يرد بمعنى النفي . وأما إذا جعلتها نافية حرفاً ، كما قاله أبو البقاء{[9]} فلا يتأتي ذلك ، لأنَّ مفعول «أَرَأَيْتَ » الثاني لا يكون إلا جملة استفهامية كما تقرر{[10]} . قوله : { أَفَرَأَيْتَ إِن مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } كثيرة في الدنيا ، يعني كفار مكة ، ولم نهلكهم { ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ } يعني : العذاب
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.