المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (59)

وقولهم { إلا آل } استثناء منقطع ، والأول القوم الذين يؤول أمرهم إلى المضاف إليه ، كذا قال سيبويه ، وهذا نص في أن لفظة { آل } ليست لفظة أهل كما قال النحاس ، ويجوز على هذا إضافة { آل } إلى الضمير ، وأما أهيل فتصغير أهل ، واجتزوا به عن تصغير «آل » ، فرفضوا «أويلاً » وقرأ جمهور السبعة «لمُنجُّوهم » وقرأ حمزة والكسائي «لمنْجُوهم » بسكون النون وضم الجيم مخففة ، والضمير في { لمنجوهم } في موضع خفض بالإضافة ، وانحذفت النون للمعاقبة ، هذا قول جمهور النحويين ، وقال الأخفش الضمير في موضع نصب وانحذفت النون لأنه لا بد من اتصال هذا الضمير .

قال القاضي أبو محمد : وفي هذا نظر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (59)

جملة { إنا لمنجوهم أجمعين } استئناف بياني لبيان الإجمال الذي في استثناء آل لوط من متعلق فعل { أرسلنا } لدفع احتمال أنهم لم يرسلوا إليهم ولا أمروا بإنجائهم .

وفي قوله : { أرسلنا إلى قوم مجرمين } إيجاز حذف . وتقدير الكلام : إنا أرسلنا إلى لوط لأجل قوم مجرمين ، أي لعذابهم . ودل على ذلك الاستثناء في { إلا آل لوط } .

وقرأ الجمهور { لمنجوهم } بفتح النون وتشديد الجيم مضارع نجّى المضاعف . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بسكون النون وتخفيف الجيم مضارع أنجى المهموز .