فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (59)

{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ( 59 ) }

ثم استثنوا منهم من ليسوا بمجرمين فقالوا :

{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ } وهو استثناء متصل لأنه من الضمير المستكن في مجرمين بمعنى أجرموا كلهم إلا آل لوط فإنهم لم يجرموا ، ولو كان من قوم لكان منقطعا لكونهم قد وصفوا بكونهم مجرمين ، وليس آل لوط مجرمين البتة ، ويجب فيه على هذا النصب .

ثم ذكروا ما سيختص به آل لوط من الكرامة لعدم دخولهم مع القوم في إجرامهم فقالوا { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ } أي آل لوط { أَجْمَعِينَ } وهم أتباعه وأهل بيته ودينه لإيمانهم ، قرئ من التنجية والإنجاء ومعناهما التخليص مما وقع فيه غيرهم وهذا الكلام استئناف إخبار بنجاتهم بكونهم لم يجرموا ويكون الإرسال حينئذ شاملا للمجرمين ولآل لوط لإهلاك أولئك وإنجاء هؤلاء على تقدير الاتصال ، وعلى أنه منقطع ، جرى هذا الكلام مجرى خبر ، لكن في اتصاله بآل لوط لأن المعنى لكن آل لوط ننجيهم .