المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ} (29)

ثم أمر بالدعاء في بركة المنزل ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر «مَنزِلاً » بفتح الميم وكسر الزاي وهو موضع النزول ، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم «مُنزَلاً » وهو مصدر بمعنى الإنزال بضم الميم وفتح الزاي ، ويجوز أَن يراد موضع النزول{[8479]} .


[8479]:قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن نوحا قال ذلك حين خرج من السفينة، وقال بعضهم: بل حين دخلها، وعلى كل فالآية الكريمة تعليم من الله عز وجل لعباده إذا ركبوا أو نزلوا أن يقولوا هذا، قال العلماء: بل وإذا دخلوا بيوتهم، وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان إذا دخل المسجد قال: اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ} (29)

جملة { وأنت خير المنزلين } في موضع الحال . وفيها معنى تعليل سؤاله ذلك .

وقرأ الجمهور { مُنَزلاً } بضم الميم وفتح الزاي وهو اسم مفعول من ( أنزله ) على حذف المجرور ، أي مُنزَلا فيه . ويجوز أن يكون مصدراً ، أي إنزالاً مباركاً . والمعنيان متلازمان . وقرأه أبو بكر عن عاصم بفتح الميم وكسر الزاي ، وهو اسم لمكان النزول .