السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ} (29)

ولما أشار له بهذا القول إلى السلامة بالحمل أتبعه بالإشارة إلى الوعد بإسكان الأرض بقوله تعالى :

{ وقل رب أنزلني } . في الفلك ثم في الأرض ، وفي كل منزل تنزلني به وتورثني إياه { منزلاً مباركاً } أي : يبارك له فيه ويعطيه الزيادة في خير الدارين ، وقرأ أبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي أي : مكان النزول ، والباقون بضم الميم وفتح الزاي مصدر أو اسم مكان ، ثم إن الله تعالى أمره أنّ يشفع الدعاء بالثناء عليه المطابق لمسألته وهو قوله تعالى : { وأنت خير المنزلين } ما ذكر لأنك تكفي نزيلك كل ملم وتعطيه كل أمر .