الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِي مُنزَلٗا مُّبَارَكٗا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ} (29)

{ وقل } أيضا يا نوح : { رب أنزلني منزلا مباركا } ، إذا خرجت من السفينة وسلمك الله ومن معك . قاله مجاهد{[47389]} .

{ وأنت خير المنزلين } أي : خبر من أنزل عباده المنزل المبارك ومن قرأ ( مُنزَلاً ) بضم الميم ، جعله مصدرا ، لأن صدر الكلام قد مضى على : أنزل ، فصار بمنزلة { أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق }{[47390]} يقال : أنزلته إنزالا ومنزلا .

ومن قرأ بفتح الميم جعله اسما لكل ما نزل{[47391]} فيه ، فمعناه : أنزلني مكانا مباركا وموضعا مباركا{[47392]} . ويجوز في النحو فتح الميم والزاي بجعله مصدر نزل ، كالمدخل مصدر دخل .


[47389]:انظر: تفسير القرطبي 12/120.
[47390]:الإسراء آية 80.
[47391]:ز: منزل.
[47392]:قال في الكشف 2/128 (منزلا) قرأه أبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الزاي. انظر: الحجة لابن خالويه: 256، ومشكل إعراب القرآن 2/500.