المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

و { الوتين } : نياط القلب ، قاله ابن عباس وهو عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر ، ومنه قول الشماخ : [ الوافر ]

إذا بلغتني وحملت رحلي*** عرادة فاشرقي بدم الوتين{[11303]}

فمعنى الآية لأذهبنا حياته معجلاً .


[11303]:كان الشماخ قد خرج يريد المدينة، فصحب عرابة بن أوس الأنصاري، فسأله عرابة عما يريد بالمدينة، فقال: أردت أن أمتار لأهلي، وكان مع عرابة بعيران، فأنزل الشماخ وأكرمه، وأوقر له بعيريه تمرا وبرا، فقال فيه أبياتا منها هذا البيت، والخطاب للناقة، والرحل: ما يوضع على ظهر البعير للركوب، وكل ما يعد للرحيل، وعرابة هذا صحابي جليل، والوتين: هو العرق الذي وصفه ابن عطية، وشرق يشرق بمعنى: غص، يقول لناقته: إذا أنت أوصلتني إلى عرابة فقد حققت كل آمالي، ولا حاجة بي إليك، ولا يهمني أن أريق دمك.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

و { الوتين } : عِرق معلَّق به القلب ويسمى النياط ، وهو الذي يسقي الجسد بالدم ولذلك يقال له : نَهرُ الجسد ، وهو إذا قطع مات صاحبه وهو يقطع عند نحر الجزور .

فقطع الوتين من أحوَال الجزور ونحرها ، فشبه عقاب من يُفرض تَقوُّله على الله بجزور تنحر فيقطع وتينها .

ولم أقف على أن العرب كانوا يكنّون عن الإِهلاك بقطع الوتين ، فهذا من مبتكرات القرآن .

و { منه } صفة للوتين ، أو متعلق ب ( قطعنا ) ، أي أزلناه منه .

وبينَ { منه } الأولى و { منه } الثانية محسِّن الجناس .