نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

ولما صور مبدأ الإهلاك بأفظع صورة ، أتمه مشيراً إلى شدة بشاعته بحرف التراخي فقال : { ثم لقطعنا } حتماً بلا مثنوية بما لنا{[68203]} من العظمة{[68204]} قطعاً يتلاشى عنده كل قطع { منه الوتين } أي العرق الأعظم في العنق الثابت الدائم المتين الذي يسمى الوريد ، وهو بين العلباء والحلقوم ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه{[68205]} نياط القلب ، وفي القاموس : عرق في القلب إذا{[68206]} انقطع مات صاحبه - انتهى . واختير التعبير به لأن مادته بهذا الترتيب تدور على المتانة والدوام ، فلذا كان يفوت صاحبه بفواته ، وقال ابن برجان : عرق متصل بنياط القلب مستبطن للصلب يملأ الجسد كله تسقيه الكبد وهي{[68207]} بيت الدم وهو يجري منها الدم في البدن{[68208]} يأخذ منه{[68209]} ستون عرقاً هي أنهار الدم في الجسد كله ، من هذه الأنهار تأخذ عروق الجسد ثمانية عشر تسقي الصدر ، وسبعة تسقي العين ، وأربعة تسقي الدماغ ، والوتين من مجمع الوركين إلى مجمع الصدر بين الترقوتين ، ثم ينقسم عنه سائر العروق إلى سائر الجسد ، ولا يمكن في العادة الحياة بعد قطعه ، وفي المائدة عند قوله{[68210]}

{ والله يعصمك من الناس }[ المائدة : 67 ] ما ينفع هنا{[68211]} .


[68203]:- من ظ وم، وفي الأصل: عنده من المثنوية.
[68204]:- من ظ وم، وفي الأصل: إن.
[68205]:- من ظ وم، وفي الأصل: إن.
[68206]:- زيد في الأصل: ما، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68207]:- من م، وفي الأصل وظ: هو.
[68208]:- من م، وفي الأصل وظ: الجسد.
[68209]:- من ظ وم، وفي الأصل: منها.
[68210]:- سقط من ظ وم.
[68211]:- من ظ وم، وفي الأصل: هذا.