اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

قوله : { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوتين } . وهو العِرْق المتصل من القلب بالرأس الذي إذا قُطعَ مات صاحبُه .

قاب أبو زيد : وجمعه الوُتْن ، وثلاثة أوتِنَة ، والموتُون الذي قُطِعَ وتينُه .

وقال الكلبي : هو عِرْق بين العلباء والحُلْقوم ، وهما علباوان ، وإن بينهما العِرْق{[57832]} .

والعِلْباء : عصب العنق .

وقيل : عرق غليظ تصادفه شفرة النَّاحر .

قال الشماخُ : [ الوافر ]

4855 - إذَا بلَّغَتنِي وحَملْتِ رحْلِي***عرَابَةُ فاشْرقِي بِدمِ الوتِينِ{[57833]}

وقال مجاهد : هو حبل القلب الذي في الظهر ، وهو النخاع ، فإذا انقطع بطلت القوى ، ومات صاحبه .

وقال محمدُ بن كعب : إنه القلبُ ومراقه ، وما يليه{[57834]} .

وقال عكرمة : إنَّ الوتينَ إذا قُطعَ لا إن جَاعَ عرف ولا إن شَبعَ عرف{[57835]} .

قال ابن قتيبة : ولم يرد أنا نقطعه بعينه ، بل المراد أنه لو كذب لأمتناه فكان كمن قُطِعَ وتينه .

ونظيرهُ قوله صلى الله عليه وسلم : «مَا زَالَتْ أكْلَةُ خيْبَر تُعاودُنِي ، فهذا أوَانُ انقِطَاعِ أبْهَرِي » «والأبَهَرُ » : عِرْقٌ متصل بالقلب فإذا انقطع مات صاحبُه ، فكأنه قال : هذا أوانُ يقتلني السُّم ، وحينئذ صرتُ كمن انقطع أبهره .


[57832]:ينظر المصدر السابق.
[57833]:ينظر ديوانه (92)، وشرح المفصل 2/13، والقرطبي 18/179، والبحر 8/135، والدر المصون 6/370.
[57834]:ينظر المصدر السابق.
[57835]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/414) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.