غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

1

وكذا قوله { لقطعنا منه الوتين } لقطعنا وتينه وهذا تفسير منقول عن الحسن البصري . والوتين العرق المتصل من القلب بالرأس فإذا انقطع مات الحيوان : قال ابن قتيبة : لم يرد أنا نقطعه بعينه بل المراد أنه لو كذب لأمتناه كما يفعل الملوك فكان كمن أخذ بيمينه فقطع وتينه ونظيره " ما زالت أكلة خبير تعاودني ، فهذا أوان اقطع أبهري " . والأبهر عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه فكأنه قال : هذا أوان يقتلني السم . وعن الفراء والمبرد والزجاج أن اليمين القوة وقوة كل شيء في ميامنه والباء زائدة ومعنى الأخذ السلب أي سلبنا عنه القدرة على التكلم بذلك القول وهذا كالواجب في حكمة الله تعالى كيلا يشتبه الصادق بالكاذب . وقال مقاتل : اليمين الحق كقوله { إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } [ الصافات :28 ] أي من قبل الحق . والمعنى منعناه بواسطة إقامة الحجة وقضينا له من يعارضه فيه فيظهر للناس كذبه .

/خ52