المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ بِـَٔايَٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (75)

والضمير في { بعدهم } على الرسل ، والضمير في { ملئه } عائد على { فرعون } ، والملأ : الجماعة من قبيلة وأهل مدينة ، ثم يقال للأشراف والأعيان من القبيلة أو البلد ملأ ، أي هم يقومون مقام الملأ ، وعلى هذا الحد هي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريش بدر : «أولئك » الملأ «وكذلك هي في قوله تعالى : { إن الملأ يأتمرون بك }{[6185]} . وأما في هذه الآية فهي عامة لأن بعثة موسى وهارون كانت إلى فرعون وجميع قومه من شريف ومشروف ، وقد مضى في { المص } [ الأعراف : 1 ] ، ذكر ما بعث إليهم فيه ، و الآيات : البراهين والمعجزات وما في معناها ، وقوله { فاستكبروا } أي تعظموا وكفروا بها ، و { مجرمين } معناه يرتكبون ما لم يبح الله ويجسرون من ذلك على الخطر الصعب .


[6185]:- من الآية (20) من سورة (القصص).