الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ بِـَٔايَٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (75)

وقوله سبحانه : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ } [ يونس : 74 ] . الضمير في { مِن بَعْدِهِ } عائدٌ عَلى نوحٍ عليه السلام .

وقوله تعالى : { فَجَاءُوهُمْ بالبينات فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كذلك نَطْبَعُ على قُلوبِ المعتدين ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم موسى وهارون إلى فِرْعَوْنَ وَمَلإيْهِ بآياتنا فاستكبروا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ } [ يونس : 74 و75 ] معنى هذه الآية ضَرْبُ المثلِ لحاضِرِي نبِيِّنا محمَّد عليه السلام ؛ ليعتبروا بمَنْ سلف ، و{ بالبينات } المعجزاتُ ، والضمائر في { مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا } وفي { كَذَّبُوا } تعود الثلاثةُ على قوم الرسل ، وقيل : الضمير في كذَّبوا يعود على «قوم نوح » ، وقد تقدَّم تفسير نظيرها «في الأعراف » .