فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ بِـَٔايَٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ} (75)

{ ثم بعثنا من بعدهم } أي بعد الرسل المتقدم ذكرهم وخص { موسى وهارون } بالذكر مع دخولهما تحت الرسل لمزيد شرفهما وخطر شأن ما جرى بينهما وبين فرعون { إلى فرعون وملئه } المراد بالملأ الأشراف ، هكذا قرره بعض المفسرين وقرر بعضهم أن المراد بالملأ هنا المطلق لقوم من استعمال الخاص في العام وهو ظاهر صنيع السيوطي في الجلالين .

{ بآياتنا } أي مصحوبين بالمعجزات وهي التسع المذكورة في الكتاب العزيز { فاستكبروا } عن قبولها ولم يتواضعوا لها ولم يذعنوا لما اشتملت عليه من المعجزات الموجبة لتصديق من جاء بها ، والاستكبار ادعاء الكبر من غير استحقاق والفاء فصيحة وقيل عن الإيمان بموسى وهارون والأول أولى .

{ وكانوا قوما مجرمين } أي كانوا ذوي أجرام عظام وآثام كبيرة ، فبسبب ذلك اجترؤوا على ردها لأن الذنوب تحول بين صاحبها وبين إدراك الحق وإبصار الصواب قيل وهذه الجملة معترضة مقررة لمضمون ما قبلها .