المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (123)

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }( 123 )

وقد تقدم القول على مثل هذه الآية إلى قوله : { ينصرون } ومعنى { لا تنفعها شفاعة } أي ليست ثم ، وليس( {[1209]} ) المعنى أنه يشفع فيهم أحد فيرد ، وإنما نفى أن تكون ثم شفاعة على حد ما هي في الدنيا ، وأما الشفاعة التي هي في تعجيل الحساب فليست بنافعة لهؤلاء الكفرة في خاصتهم ، وأما الأخيرة التي هي بإذن من الله تعالى في أهل المعاصي من المؤمنين فهي بعد أن أخذ العقاب حقه ، وليس لهؤلاء المتوعدين من الكفار منها شيء .


[1209]:- لم ينبه رحمه الله على هذا في الآية السابقة، ويغلب من صنيعه أنه لا ينبه على الشيء في أول موضع من مواضعه، ولذلك ينبغي استقراء الآيات التي تتشابه في المعنى حتى يتضح رأيه كاملا.