فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (123)

{ تجزي } تغني . { عدل } فداء . { ينصرون } يمنعون ويستنقذون .

{ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون } الآيتان السابعة والأربعون والثامنة والأربعون من هذه السورة المباركة بينتا هذه المعاني فهاتان إذا تكرير تذكير بني إسرائيل وإعادة لتحذيرهم ليكون النصح بليغا مؤكدا ؛ ومعلوم –كما قدمنا- أن بني إسرائيل هم كل من تناسل من نبي الله يعقوب عليه السلام إذ هو يعقوب وإسرائيل وأورد صاحب روح المعاني قيل إن ما سبق{[439]} كان للأمر بالقيام بحقوق النعم السابقة وما هنا لتذكير -نعمة بها فضلهم على العالمين- وهي نعمة الإيمان بنبي زمانهم وانقيادهم لأحكامه ليغتنموها ويؤمنوا بها ويكونوا من الفاضلين -لا المفضولين- وليتقوا بمتابعته عن أهوال القيامة وخوفها- كما اتقوا بمتابعة موسى عليه السلام .


[439]:يشير إلى ما تضمنته الآيتان 47-48. من هذه السورة.