المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا} (2)

{ والقمر } يتلو الشمس من أول الشهر إلى نصفه في الغروب تغرب هي ثم يغرب هو ويتلوها في النصف الآخر بنحو وآخر وهي أن تغرب هي فيطلع هو ، وقال الحسن بن أبي الحسن : { تلاها } معناه : تبعها دأباً في كل وقت لأنه يستضيء منه فهو يتلوها لذلك .

قال القاضي أبو محمد : فهذا اتباع لا يختص بنصف أول من الشهر ولا بآخره ، وقاله الفراء أيضاً ، وقال الزجاج وغيره : { تلاها } : معناه امتلأ واستدار ، فكان لها تابعاً في المنزلة والضياء والقدر ، لأنه ليس في الكواكب شيء يتلو الشمس في هذا المعنى غير القمر ، قال قتادة : وإنما ذلك ليلة البدر تغيب هي فيطلع هو .