فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا} (2)

{ والقمر إذا تلاها } أي تبعها وذلك بأن طلع غروبها ، يقال تلا يتلو تلوا إذا تبع ، قال المفسرون وذلك إنما يكون في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور ، وقال الزجاج تلاها حين استدار فكان يتلو الشمس في الضياء والنور ، يعني إذا كمل ضوؤه فصار تابعا للشمس في الإنارة يعني كان مثلها في الإضاءة وذلك في الليالي البيض .

وقيل إذا تلا طلوعه طلوعها ، قال قتادة إن ذلك ليلة الهلال إذا سقطت رؤى الهلال ، قال ابن زيد إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر تلاها القمر بالطلوع ، وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب ، وقال الفراء تلاها أخذ منها يعني أن القمر يأخذ من ضوء الشمس ، قال ابن عباس تلاها تبعها .

والأولى أن يفسر تلوه لها بكون ضوئه يخلفها ويجيء بعد مغيبها سواء كان ذلك من غير تراخ وهو في الصنف الأول من الشهر ، أو بعد مدة وذلك في النصف الثاني من الشهر فإن القمر إذا طلع في نصف الليل يقال أنه تلاها في ظهور الضوء أي خلفها فيه ولو بعد تخلل مدة ظلمة فليتأمل .