اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا} (2)

قوله : { والقمر إِذَا تَلاَهَا } ، أي : تبعها ، وذلك إذا سقطت رؤيا الهلال .

[ قال الليث : تلوت فلاناً إذا تبعته .

وقال ابن زيد : إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر ، تلاها القمر بالطلوع ، وفي آخر الشهر ، يتلوها بالغروب{[60268]} ]{[60269]} .

قال الفراء : «تَلاَهَا » : أخذ منها ، يذهب إلى أن القمر يأخذ من ضوء الشمس .

وقال الزجاجُ : «إذا تَلاهَا » أي : حين استوى ، واستدار ، فكان مثلها في الضياء والنور .

وقال قتادةُ والكلبيُّ : معناه : أن الشمس ، إذا قربت ، فالقمر يتبعها ليلة الهلال في الغروب{[60270]} .

وقيل : يتلوها في كبر الجرم ، بحسب الحسّ في ارتباط مصالح هذا العالم بحركته .


[60268]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/599) عن قتادة وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/601) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وينظر تفسير الماوردي (6/282) والقرطبي (20/49).
[60269]:سقط من: ب.
[60270]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/600) عن ابن زيد.