معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

قوله تعالى : { كمثل الذين من قبلهم } يعني : مثل هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم ، { قريباً } يعني مشركي مكة ، { ذاقوا وبال أمرهم } يعني القتل ببدر ، وكان ذلك قبل غزوة بني النضير ، قاله مجاهد . وقال ابن عباس : كمثل الذين من قبلهم يعني بني قينقاع . وقيل : مثل قريظة كمثل بني النضير وكان بينهما سنتان { ولهم عذاب أليم } .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

{ كمثل الذين من قبلهم قريبا } أي : هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم يعني يهود بني قينقاع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلاهم عن المدينة قبل بني النضير فكانوا أمثالهم وقيل : يعني أهل بدر الكفار ، فإنهم قبلهم ومثلا لهم في أن غلبوا وقهروا والأول أرجح لأن قوله : { قريبا } يقتضي أنهم كانوا قبلهم بمدة يسيرة وذلك أوقع على بني قينقاع وأيضا فإن تمثيل بني النضير ببني قينقاع أليق لأنهم يهود مثلهم ، وأخرجوا من ديارهم كما فعل بهم وذلك هو المراد بقوله : { ذاقوا وبال أمرهم } وقريبا ظرف زمان .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

قوله : { كمثل الذين من قبلهم قريبا } كمثل ، جار ومجرور ، في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : مثلهم كمثل الذين من قبلهم{[4505]} . والمراد بالذين من قبلهم بنو قينقاع فقد أمكن الله منهم . وقيل : مشركو قريش ، فقد أمكن الله منهم ببدر ، أو غيرهم ممن أذاقهم الله العقاب بسبب كفرهم وعدوانهم على المسلمين . فالله فاعل ببني النضير ما فعله بمن قبلهم من الذين أهلكهم الله . فقد { ذاقوا وبال أمرهم } أي نكّل الله بهم جزاء كفرهم وعصيانهم { ولهم عذاب أليم } أعد الله لهم عذاب النار يصلونها يوم القيامة .


[4505]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 429.