الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

ثم قال : { كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم } [ 15 ] .

أي : مثلهم كمثل الذين من قبلهم ، " فالكاف " في موضع رفع خبر الابتداء المضمر ، " وقريبا " نعت لظرف محذوف . والتقدير : وقتا قريبا ذاقوا عاقبة كفرهم وعصيانهم{[68018]} ، وكذا التقدير في الكاف من قوله : { كمثل الشيطان }{[68019]} والمعنى : أن الله سبحانه{[68020]} وتعالى أعلمنا أن مثل هؤلاء اليهود والمنافقين فيما الله عز وجل{[68021]} صانع بهم من إحلال عقوبته [ بهم ]{[68022]} كمثل فعله بالذين من قبلهم يعني [ به ]{[68023]} قبل بني النضير ، قاله ابن عباس{[68024]} .

وقال مجاهد : عنى به كفار قريش يوم بدر{[68025]} .

وقيل : { ذاقوا وبال أمرهم } أي : نالهم عقاب الله عز وجل{[68026]} على كفرهم به ، " والوبال " : ثقل المكروه ، ومنه : " طعام وبيل " : أي : ثقيل وخم{[68027]} .

ثم قال : { ولهم عذاب أليم } أي : مؤلم ، يعني موجعا في الآخرة ، يعني المنافقين وإخوانهم من يهود بني النضير وغيرهم ممن عصى الله عز وجل{[68028]} وخادعه{[68029]} سبحانه{[68030]} .


[68018]:ع: "وعصياتهم": وهو تصحيف.
[68019]:انظر: إعراب النحاس 4/400، والبحر المحيط 8/250.
[68020]:ساقط من ع، ج.
[68021]:ساقط من ع، ج.
[68022]:ساقط من ح.
[68023]:ساقط من ح.
[68024]:ع،ج: "الذين أمكن الله منهم".
[68025]:انظر: جامع البيان 28/32، وابن كثير 4/341.
[68026]:انظر: تفسير مجاهد 653، وجامع البيان 28/32، وتفسير القرطبي 18/36 وابن كثير 4/341.
[68027]:انظر: جامع البيان 28/32، وتفسير القرطبي 18/36.
[68028]:ساقط من ع، ج.
[68029]:ع،ج: وحاده.
[68030]:ساقط من ع، ج.