قوله تعالى : { كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ } .
خبر مبتدأ مضمر ، أي : مثلهم مثل هؤلاء .
و«قريباً » فيه وجهان{[56039]} :
أحدهما : أنه منصوب بالتشبيه المتقدم ، أي : يشبهونهم في زمن قريب سيقع لا يتأخر ، ثم بين ذلك بقوله : { ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } .
والثاني : أنه منصوب ب «ذاقوا » أي : ذاقوا في زمن قريب .
أي : ذاقوه في زمن قريب سيقع ولم يتأخّر .
وانتصابه في وجهيه على ظرف الزَّمان .
يعني مثل هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم .
قال ابن عباس : يعني به بني قينقاع أمكن الله منهم قبل بني النضير{[56040]} .
وقال قتادة : يعني بني النضير أمكن الله منهم قبل قريظة ، وكان بينهما سنتان{[56041]} .
وقال مجاهد رضي الله عنه : يعني كفَّار قريش يوم بدر ، وكان ذلك قبل غزوة بني النضير قاله مجاهد{[56042]} .
وكانت غزوة بدر قبل غزوة بني النضير بستة أشهر ، فلذلك قال : «قَرِيباً »{[56043]} .
وقيل : هو عامٌّ في كل من انتقم منه على كفره قبل بني النضير من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم .
«وَبَالَ أمرهم » أي : جزاء كفرهم . ومن قال : هم بنو قريظة جعل «وبَالَ أمْرِهِمْ » نزولهم على حكم سعد بن معاذ ، فحكم فيهم بقتل المقاتلة وسبي [ الذرية ]{[56044]} . وهو قول الضحاك . ومن قال : المراد بنو النضير ، قال : «وبَالَ أمْرِهِمْ » الجلاء والنفي ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.